زيارة وزير الخارجية السوري إلى بغداد تقارب استراتيجي أم مغامرة محفوفة بالمخاطر
الصحفي احمد خيرالله - البصرة

زيارة وزير الخارجية السوري إلى بغداد قد تثير العديد من التحفظات، خاصة في ظل التعقيدات السياسية والأمنية في المنطقة. هناك عدة أسباب تجعل هذه الزيارة محل انتقاد:
إعادة العلاقات مع نظام مثير للجدل
الحكومة السورية، حتى بعد التغييرات السياسية الأخيرة، لا تزال تواجه اتهامات بارتكاب انتهاكات حقوقية وانتهاج سياسات قمعية. العراق، بدلاً من تعزيز علاقاته مع أنظمة غير مستقرة، كان الأولى به التركيز على تقوية علاقاته الإقليمية مع دول أكثر استقرارًا وتأثيرًا إيجابيًا في المنطقة.
مخاوف من انعكاسات أمنية
رغم الحديث عن تعزيز التعاون الأمني، فإن فتح الحدود مع سوريا قد يزيد من المخاطر الأمنية، خاصة في ظل استمرار تهديد الجماعات المسلحة في بعض المناطق الحدودية. أي تهاون في ضبط الحدود قد يتيح تدفق عناصر متطرفة أو تهريب أسلحة، مما يعرض العراق لخطر جديد لا يحتاجه.
تأثير سلبي على علاقات العراق الإقليمية
التقارب مع الحكومة السورية قد يثير تحفظات دول إقليمية مثل السعودية وتركيا، اللتين لديهما موقف حذر تجاه دمشق. العراق بحاجة إلى تحقيق توازن دبلوماسي، وليس الانحياز إلى طرف يثير حساسية في المشهد الإقليمي.
توظيف الزيارة سياسيًا داخليًا
هذه الزيارة قد تُستغل داخليًا من بعض القوى السياسية العراقية لتعزيز نفوذها أو تمرير أجندات معينة، مما يفاقم الانقسام الداخلي. العراق يجب أن يركز على حل مشاكله الداخلية بدلاً من الانخراط في تحالفات قد تزيد من التوترات الداخلية.
بالمجمل، بينما قد تبدو الزيارة خطوة لتعزيز التعاون بين البلدين، إلا أن توقيتها وطبيعة النظام في سوريا والمخاطر الأمنية والسياسية المرتبطة بها تجعلها مثار جدل أكثر من كونها خطوة إيجابية