تحت انفها الكبير، تضيع الحقيقة في عالم من الاكاذيب

هناك أمور غريبة تحدث في عالم الصحافة هذه الأيام، ولكن ما يجعلنا نتوقف حقاً هو ظاهرة الأشخاص الذين يسقطون في المهنة صدفة وكأنها لعبة حظ! ومن هؤلاء “الصدف الصحفية” ظهرت لنا مراسلة لقناة الشرّ والفتنة بصفقة سياسية وإعلامية غامضة، وما يزيد المشهد غرابة هو أن هذه المراسلة لم تكن يوماً مهنية ولا تمت للصحافة بأي صلة، بل يبدو أن كل ما لديها هو صفقة سياسية مغلفة بوعود ومنافع.

وللأسف، فإن وجه هذه المراسلة لا يضيع في الزحام! فكل من يراها سيلاحظ أنفها الكبير الذي يسبقها بخطوتين، ذلك الأنف الذي يبدو وكأنه بوصلتها الوحيدة في التنقل بين الأخبار، لا نعرف إذا كان لهذا الأنف علاقة بقدرتها على اكتشاف الأكاذيب التي تنقلها للجمهور، وربما بسبب هذا الأنف الكبير، أصبحت هي وأخبارها يلفتون الأنظار دون أن يقدموا شيئاً ذا قيمة.

ولكن، لنعترف، الأنف الكبير قد يكون سلاحاً مزدوجاً، من جهة، يمكن أن تستخدمه هذه المراسلة لتستشعر الكذبات السياسية قبل وقوعها، ومن جهة أخرى، قد يكون هو السبب في انحرافها عن مسار الحقيقة وتحويل كل ما تلمسه إلى مزيج من التضليل، ربما حتى الأنف الكبير لا ينجح في شم رائحة الحقيقة بين أكوام الأكاذيب.

وفي النهاية، قد نتساءل جميعاً: ما الذي جعل هذه المراسلة ان تكون تابعة لقناة الفتنة والتضليل؟ هل هو أنفها الكبير؟ أم تلك الصفقة السياسية الغامضة؟

زر الذهاب إلى الأعلى