السيد حسن نصر الله: صلابةٌ تُرعب الأعداء وشجاعةٌ تُذل الكيان الصهيوني والتكفيريين
بقلم : فادية حسين الأسدي

يُعد السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، من أعظم القادة الذين عرفهم العالم العربي في العصر الحديث. ليس فقط لشجاعته وحنكته السياسية، بل لصلابته التي لم تنكسر أمام أعتى الأعداء، وحكمته التي أرعبت الكيان الصهيوني الغاصب وأفشلت مخططات القوى التكفيرية. أصبح اسمه رمزًا للمقاومة والعزة، ورايةً للكرامة في وجه الظلم والطغيان.
منذ توليه الأمانة العامة لحزب الله عام 1992، أظهر السيد حسن نصر الله صلابةً استثنائية في مواجهة الأعداء. لم ترهبه التهديدات الإسرائيلية، ولم تزعزعه الضغوط الدولية. ظل ثابتًا على مواقفه، مدافعًا عن حقوق الشعوب في الحرية والكرامة.
تجلّت صلابته في أصعب اللحظات، خاصةً خلال حرب تموز 2006، عندما واجهت المقاومة اللبنانية أعتى آلة حربية في الشرق الأوسط. في تلك الحرب، لم ينحنِ السيد نصر الله أمام القصف والدمار، بل خرج متحديًا الكيان الصهيوني بخطاباته القوية التي هزّت أركان الاحتلال، وألهمت شعوب الأمة بالصمود والمقاومة.
لم يكن السيد حسن نصر الله قائدًا عاديًا، بل كان زعيمًا لا يخشى الموت، يقف في الصفوف الأمامية للدفاع عن وطنه وأمته. تحدّى الكيان الصهيوني بعملياته البطولية، وأثبت للعالم أن المقاومة قادرة على إلحاق الهزيمة بأقوى الجيوش.
لم تقتصر شجاعته على مواجهة الاحتلال فحسب، بل تصدى أيضًا لقوى التكفير والإرهاب التي حاولت زعزعة استقرار المنطقة. قاد حربًا شرسة ضد التنظيمات التكفيرية التي استهدفت الأوطان والشعوب، وأثبت أن المقاومة ليست مجرد قوة عسكرية، بل درعٌ حامٍ للأمة بأسرها.
تميّز السيد حسن نصر الله بحكمته وذكائه السياسي. لم يكن قائدًا ميدانيًا فحسب، بل كان استراتيجيًا بارعًا يعرف كيف يُربك خصومه ويُفشل مخططاتهم. خططه العسكرية أذهلت خبراء الحروب، وخطاباته السياسية أحرجت قادة الاحتلال في محافلهم الدولية.
اعتمد على التكتيكات الذكية والمفاجآت الاستراتيجية في مواجهة الكيان الصهيوني، مما جعله رمزًا للدهاء العسكري والسياسي. لقد استطاع تحويل نقاط الضعف إلى قوة، وجعل من المقاومة نموذجًا يُحتذى به في الكفاح والتحرير.
لا يمكن الحديث عن السيد حسن نصر الله دون الإشارة إلى إذلاله للكيان الصهيوني الغاصب. لقد حطم أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”، وكشف هشاشته أمام إرادة المقاومين.
في عام 2000، قاد حزب الله إلى انتصار تاريخي بطرد الاحتلال من جنوب لبنان دون قيد أو شرط، ليكون أول انتصار عربي على إسرائيل.
وفي حرب تموز 2006، أذل الكيان الصهيوني مجددًا، عندما فشلت قواته في تحقيق أهدافها رغم الحصار والقصف العنيف. خرج السيد نصر الله متحديًا في خطاباته، ليعلن أن زمن الهزائم قد ولّى، وأن زمن الانتصارات قد بدأ.
لم تكن معركة السيد حسن نصر الله مقتصرة على الاحتلال الصهيوني، بل خاض حربًا شرسة ضد القوى التكفيرية التي حاولت تمزيق الأمة. وقف بصلابة في وجه الإرهاب الذي استهدف الأوطان والشعوب، وأفشل مخططات التفتيت والتقسيم.
قاد المقاومة في معارك بطولية ضد الجماعات التكفيرية في سوريا ولبنان، ليحمي وحدة الأمة وأمنها. لم يكن هدفه الدفاع عن طائفة أو حزب، بل كان يدافع عن الإنسانية ضد وحشية الإرهاب الأعمى.
السيد حسن نصر الله ليس مجرد قائد مقاومة، بل هو رمزٌ للصمود والشجاعة والحكمة. زعيمٌ لا يعرف الخوف، وزعيمٌ أذل الكيان الصهيوني وأفشل مخططات التكفيريين.
سيبقى اسمه محفورًا في قلوب الأحرار، وستظل كلماته ملهمةً للأجيال القادمة. هو ذلك الصوت الذي يرعب الأعداء ويهز عروش الطغاة، وهو الأمل الذي يشع في ظلام الظلم والطغيان.