في الذكرى العاشرة لتأسيس الحشد الشعبي: قوة الشعب ووحدة الوطن
بصرياثا نيوز – متابعة
يحتفل العراق اليوم بالذكرى العاشرة لتأسيس الحشد الشعبي، الذي نشأ بفتوى تاريخية من المرجع الديني الأعلى، السيد علي السيستاني، في لحظة عصيبة من تاريخ البلاد، كانت الفتوى نداءً للواجب الوطني والديني، ودعوة لحماية الأرض والعرض من خطر تنظيم داعش الإرهابي الذي اجتاح مناطق واسعة من البلاد في صيف 2014.
دور الشهداء في مسيرة الحشد الشعبي
في مقدمة الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن يبرز اسم الشهيد قاسم سليماني، القائد الإيراني الذي لعب دورًا محوريًا في تقديم الدعم العسكري واللوجستي للحشد الشعبي، سليماني، الذي كان قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان رمزًا للوحدة والتضامن بين الشعوب الإسلامية في مواجهة الإرهاب.
إلى جانبه، يلمع نجمه الشهيد أبو مهدي المهندس، القائد الميداني البارز في الحشد الشعبي، المهندس كان عقلية استراتيجية بارعة وقائدًا محنكًا في الميدان، حيث قاد العديد من العمليات العسكرية الناجحة ضد تنظيم داعش، كانت رؤيته الثاقبة وتخطيطه العسكري المدروس حجر الأساس في تحقيق العديد من الانتصارات.
بطولات الشعب العراقي في مواجهة الإرهاب
لم تكن مسيرة الحشد الشعبي لتنجح لولا التضحيات الجسيمة والبطولات التي قدمها الشعب العراقي، من الشمال إلى الجنوب، التف العراقيون حول الحشد الشعبي، وقدموا الغالي والنفيس في سبيل تحرير أراضيهم، تطوع آلاف الشباب والشيوخ في صفوف الحشد، غير آبهين بالمخاطر المحدقة.
شهدت المدن العراقية معارك بطولية كانت سطرًا جديدًا في تاريخ المقاومة العراقية، في الموصل، صلاح الدين، الأنبار، وغيرها من المناطق، قدم أبناء العراق مثالًا يحتذى به في الصمود والتضحية. كان للمقاومة الشعبية دور حاسم في إضعاف داعش واستعادة الأراضي المغتصبة، مما عزز الروح الوطنية ووحد الصفوف في وجه الخطر الداهم.
التضامن والإنجازات
تمكن الحشد الشعبي من تحقيق انتصارات كبيرة على الأرض، تحرير الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، كان لحظة فارقة في الحرب ضد داعش. هذه الانتصارات لم تكن فقط بفضل القوة العسكرية، بل بفضل الإرادة الصلبة والتضامن الشعبي الواسع.
ختامًا
تأتي الذكرى العاشرة لتأسيس الحشد الشعبي كفرصة للتأمل في مسيرة النضال والتضحيات التي قدمها العراقيون لاستعادة وطنهم من قبضة الإرهاب، تظل تضحيات الشهداء قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، وجميع الأبطال الذين سقطوا في ميدان الشرف، نبراسًا يضيء درب الحرية والعزة للعراق. وفي هذه المناسبة، يجدد الشعب العراقي عهده بالمضي قدمًا نحو مستقبل آمن ومستقر، تحت راية الوحدة الوطنية والتضامن المجتمعي.